تحديد الهدف هو نصف طريق النجاح

لكل منا حلم يراوده بين الفينة و الأخرى، فمنا من يحلم ببيت واسع، ومنا من يطمح في سيارة حديثة، ومنا من يشتهي شهادة علمية أو تأسيس شركة ناجحة .


وما أجمل الأحلام.. حينما نجعلها وقودا لحياتنا، ودافعا نحو التقدم و الريادة و الرقي.
وكي تصبح أحلامنا حقيقية، هناك خطوات عملية يجب الأخ دبها، لكنني ها هنا أذكر نصيحة يوصينا بها علماء النفس.
فهم ينصحون بأن يضع كل امرئ منا حلمه أمامه.
أن تضع صورة للبيت أو السيارة أو المشروع المنشود أمام عينيك.. تعلقها على جدران غرفتك أو أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بك أو حتى المرآه التي تنظر إليها صباح كل يوم.
ويؤكدون على أهمية أن تكتب أحلامك و تجعلها أمام ناظريك على الدوام.. ويفسرون ذلك بأن العقل الباطن يتعامل مع الصور الحقيقية أو المتخيلة بشكل أوضح، ورسمك أو كتابتك لهدفك و النظر إليه باستمرار يحفز العقل الباطن على تنشيط و تذكيرالذهن بهذا الهدف على الدوام، ىحيث أننا و في زحمة الأحداث اليومية قد نجنح بعيدا على حلمنا، وننسى في معترك الحياة أهدافنا لبعض الوقت، لكن إذا ما وضعنا هذا الهدف أمامنا مكتوبا أو مرسوما نكون متأهبين للإشعال جذوة الحماسة إذا ما انطفأت،، وتذكير العقل بأولوياته، ومهامه الرئيسية.
وجل الأشياء العظيمة،كانت يوما ما مجرد حلم في أذهان أصحابها.
و دعني أعوم معك بالزمن إلى الوراء لنراقب دخول اثنين من العبيد السود إلى مصر، ودعونا نقترب لنسمع الأول وهو يقول للثاني: ما حلمك ونحن نقف في سوق النخاسة ننتظر من يشترينا؟.
فقال له الثاني: حلمي أن أباع إلى طباخ لأكل ما شئت متى شئت. وأنت ما حلمك؟
فقال له الأول: حلمي أن أملك هذه البلاد فأكون ملكها المتوج، وصاحب الكلمة العليا فيها.
فقهقه الثاني ساخرا، و أقبل السادة يثمنون العبيد، و بيع منهما إلى سيده، وافترقا.
ولنترك كتب التاريخ تتحدث، وتحديدا الموضع الخاص بالملك كافور الاخشيدي.
نعم.. إن العبد الذي تمنى أن يحكم البلاد صار ملكا قوياً، حكم مصر وصار علامة بارزة فيها، حتى أن الفاطميين متى فكروا في غزو مصر و تذكروا كافور قالوا " لن نستطيع فتح مصر قبل زوال الحجر الأسود " يعنون كافورا. وكان من عدله أن الأغنياء متى أخرجوا زكاة مالهم لم يجدوا من يأخدها منهم.
أما كيف حدث هذا فأتلرك لكم كتب التاريخ تبحثون فيها عن الطريقة، لكنني أتوقف على غايته وطموحه، وكيف أنه كان يحلم، ويرى حلمه ماثلا أمامه.
ولا تسألوني عن صاحبه الذي حلم بأن يكون طباخً فلم تذكر لنا كتب التاريخ قصته، ولم تأبه به.
في إحدى اجتماعات إدارة شركة ديزني، قامت إحدى الحاضرات و قالت في تأثر، ليث والت ديزني حي بيننا اليوم ليرى إنجازاته الهائلة ، فرد عليها أحد الجالسين، لقد رأى ديزني هذا بالفعل قبل أن يشرع فيه، و إلا ما أصبح حقيقة قائمة اليوم.
لقد رأى أديسون المصباح.. و الأخوان رايت الطائرة، و هنري فورد السيارة، قبل أن يشرع أي منهم في خطوة واحدة..
بل لم يحركهم أو يحفزهم سوى هذا الحلم الذي أضج مضجعهم وأهاج بداخلهم طوفان الطموح الجارف.
ارسم حلمك يا صديقي.. لونه.. اصنع منه مقاسا كبيرا لجدار غرفتك.. ونسخة صغيرة لمكتبك..اكتبه على المرأة كي تراه صباحا..وأعلى فراشك كي يلقي عليك تحية المساء قبل أن تنام..
والأحلام مقيدة بهمم أصحابها.. 
"الخيال الجيد لا يستخدم للهروب من الواقع و إنما لخلقه.." كولين ويلسون

إذا أعجبكم الموضوع و تريدون التوصل بجديد هذه المجلة مجانا اشتركوا ببريدكم الإلكتروني في القائمة الجانبية. العملية سهلة و لن تحتاج منكم أكثر من ثوان

جميع الحقوق محفوظة لموقع جواب نت ©2016-2017

Designed By :Rida El Abbadi